قِصص مِن الرِيف المصرِي
قضى أكثر من 25 وعشرين عاماً إماماً لمسجد بإحدى دول الخليج فِي حي أمراء وأثرياء،
قرَّر بعد ذلِك الزمن العودة إلى قريته المصرية البسيطة…
ثام بِشِراء قطعة أرض لِكي يبنِي عليها مسجداً لأهل القرية بما أفاض الله عليه مِن مال وفير،
بدأ هُوَ و العُمَّال بِبناء المسجد،
وبينما كان هُوَ يشاركهم فِي الإشراف على البناء أحس بالتعب وتلطخ جلبابه ببعض الغبار والبوية جلس على الرصيف المقابل للمسجد و فوق رأسه وضع يديه ليستريح قليلاً
مرَّت بِجانِبهِ إمرأةً عجوزة و وضعت فِي يده جنيهاً مصرِيَّاً! رفع رأسه مذهولاً فرآها سيدة بِعُمر السبعِين بالية الثوب رسمت سنوات الفقر على ملامحها علامات واضحة وعميقة !
ناداها بِصوت عالِي فِيهِ كثيِر مِن الإحتِرام بسرعة بِكب يِخبِرها إنه ليس مُتسوِّلاً وأنه…….. ما هذا يا حجَّة ؟!
بادرته المرأة العجوز معتذرةً: والله يا ابني ذا الجنيه هُوَ كلّ الذّي معِي !
كنت سأذفعهُ لِصاحِب الباص كي أعُود معهُ إلى بيتِي البعِيد … سامحني يا إبنِي !!
يااااا الله…
هِيَ ظنت أنه يستقلِل الجنيه فاعتذرت له لأنها لم تعطه أكثر، لم يستطع الكلام مِن هول الصدمة…..
فنادى على سائقه وأمره أن يصطحب هذه السيدة العجوز إلى بيتها ويأتيه بتفاصيل حياتها كاملة!
رجع السائق إليه بما رآه!
هي أرملة لديها أربع بنات تزوجت إحداهن وماتت هي وزوجها فِي حادث وتركت لها أربعة أطفال فصارت الأسرة ٧ أفراد تخرج هِيَ للعمل مِن أجل النفقة عليهن!
وبينما كان الشيخ يفكر فِي كيفية مساعدة هذه المرأة مالياً إذا باتصال هاتفي مِن أحد الأمراء الذي كان يصلي خلفه فِي الدولة الخليجية!
:مرحبا سمو الأمير!
قال الأمير للشيخ: حان وقت إخراجنا زكاة المال (أنا وإخوتي) فهل لديك فِي بلدك فقراء تعرفهم؟!
دارت رأس الشيخ مِن هول المفاجأة، وعلى الفور قصَّ على الأمير قصة صاحبة “الجنيه “!
ما إن انتهى الشيخ مِن مكالمة الأمير حتى قال له: اشترِ قطعة أرض كبيرة وابنِ لها ولبناتها وحفيداتها بيتاً كبيراً، وضع لها رصيداً فِي البنك تنفق منه طول عمرها وتُزوج أولادها وأحفادها !
سبحان الله….
دفعت كلَّ ما تملك لله.. أراد الله أن يجعل ثمرة نيتها الطيبة بيتاً كبيراً لها وستراً أعظم منه لها ولذريتها مِن بعدها.
السرّ فِي الصدقه هُوَ إخلاص النية لله وحده ..
هي صدقت في صدقتها والله الكريم أكرمها وضاعف لها الجزاء ولأجر الآخر أعظم..
{ مَّن ذَا ٱلَّذِی یُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَیُضَـٰعِفَهُۥ لَهُۥۤ أَضۡعَافࣰا كَثِیرَةࣰۚ وَٱللَّهُ یَقۡبِضُ وَیَبۡصُۜطُ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ }[البَقَرَةِ: ٢٤٥]
اذكر awabb.com عند الإتصال بالشخص للحصول على صفقة جيدة
بريد إلكتروني:- awabb.com@gmail.com