الوصف

    الموقع : اليمن

    القات فِي اليـمـن …. الغيبوبة المستمرة

     

    عبدالقوي شعلان  صحفي يمني – تعز

     

    القات … البداية والنهاية .. يقول محبون لليمن ان منطلق التغيير كان يجب ان يبدا مِن هُنا … مِن ثورة تقتلع القات .. وربيع يصنع التحول الحقيقي الذي ينطلق مِن  المساحات  , قبل الساحات .

    يقول خبراء ان نحو ثلاثة ارباع مساحة اليمن الصالحة للزراعة فِي اليمن، يهيمن عليها هذا ( الدلوع الاخضر ) الذي أجهز على كل بارقة امل فِي التنمية والتطوير فِي البلاد علي مدى نصف قرن.

    صمت أشبه بالمؤامرة ، حيال هذا (القاتل الاخضر ) ،  أمر يدعو للدهشة والريبة فِي آن واحد

    لا شيء مبجل هنا فِي هذا البلد المنكوب غيره.. فِي الحرب والسلم ، فِي الفقر والغنى ، قات مِن المهد إلى اللحد ، غيبوبة مستمرة إلى الأبد ، تخديرة طالت الإنسان والزمان والمكان   , فقراء واغنياء , متعلمون واميون , جهلة ومثقفون , مواطنون ومسئولون , وفقهاء وعلماء ورجال دين ووعاظ ومرشدين ورجال فتوى ،  سلوك يومي يمارس تحت غطاء قانوني وديني ،  فِي المنازل والمحلات والمقاهي والمركبات والسهل والجبل والحديقة وعلى ضفاف النهر والبحر والصالونات والأدبية ومقرات الأحزاب والجامعات والمستشفيات والمعسكرات ومقار الشرطة الثابتة والراجلة ,.

    مخدر أدخل أكثر مِن ثلاثين مليون شخص، هُم عدد سكان اليمن ، فِي غيبوبة مستمرة ،  هكذا صنفته منظمة الصحة العالمية فِي المرتبة الثالثة مِن حيث مستوي التاثير بعد الهيروين والكوكاين .

    تعالوا اذا لنرى ما هو القات؟ وماهي اضراره؟ وماهى الرؤية للخروج من  هذه  (البحشامة ) الأبدية ، و( العبوات القاتية ) القابلة للانشطار في أي وقت ,

     

    ما هــــو القـــــــــات !؟

    تحدث شهاب الدين أحمد بن عبد القادر وهو من منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية من مواليد (1580م) في كتابه فتوح الحبشة : أنه زرع على يد على بن عمر الشادلي عام 1424م،

    600 مليــون شجـــــرة قـــــات

    يزرع القات فِي اليمن في 14 محافظة، وتذهب تقديرات وزارة الزراعة والري إلى زراعة نحو 600 مليون شجرة قات فِي البلاد مِن مختلف الأنواع.

    حيث تشير التقديرات إلى تزايد المساحة المزروعة بالقات إلى 7000 هكتار في عام 72م إلى حوالي 250.000 هكتار عام فِي السنوات الأخيرة.

    وقدرت مساحات زراعة القات خلال التسعينات بنسبة 77%، أي يزيد على ثلاثة أمثال المساحة الإجمالية المزروعة بالفواكه فِي كافة أصنافها وخمسة أمثال مساحة زراعة العنب والتمور اللذان يأتيان فِي مقدمة قائمة المحاصيل الزراعية التي تدر عائدات نقدية.

    وسيلة إنحراف

    وحسب الاخصائي الإجتماعي _ موسي الطيار .. فإن اضرار القات الاجتماعية عديدة حيث تنعكس فِي إستعدادات غير طبيعية على الانحراف وذلك نتيجة الإنعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، علاوة على الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالولاء للأسرة والوطن ,وكذلك يؤدي الي إرتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة .

    أس التخلف

    الصحفي عبد الهادي ناجي  يرى أن مشكلة القات جذورها عويصة ممتدة منذ عصور و هي مشكلة تتوارثها الأجيال و هو رأس كل البلاء و هو أس التخلف فِي اليمن , مِن كل النواجي الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والتعليمية والصحية ,

    ويضيف :  القات يستحوذ على دخل الاسرة كله وهذا على حساب صحة وتعليم وتغذية أفراد الأسرة ، كما أن انشغال الجميع بزراعة القات وتعاطيه يؤدي إلى فشل الأبناء تربوياً وتعليمياً وذهنياً, علاوة علي ذلك فإن القات سبب رئيس فِي الرشوة او ما يسمي بحق القات

    ويتابع : القات صار ثقافة هو السلطة الثقافية والاجتماعية فِي حياتنا ، وهو الوسيط فِي كل التفاصيل الحياتية اليومية فالقيم الاخلاقية والسلوكية والسياسية  للصغار والكبار منطلقها ثقافة القات ، فلا زواج الا بقات ولا طلاق إلا بقات ولا تعليم ولا مذاكرة إلا بقات ولا حتى عزاء إلا بقات.. إلخ

    المولعي !

    المولعي وصف دارج باللهجة المحلية اليمنية ويعني (  الشخص الأكثر تعاطياً للقات ) ولا يجد حامله حرجاً فِي ان يحمل هذا الوصف , بل يقال  على سبيل الفخر والزهو .

    يقول دبوان الشرعبي : انا اخزن ( اتعاطي ) القات منذ 10 سنوات وحالياً عمري 20 سنة ولست متزوجاً و أصرِف على القات للتخزِينة يومِياً 1000 ريال يعني شهريا 30000  ريال  يمني رغم أن راتبي خمسين ألف ريال ، لكن هذه هي الحقيقة

    دخل الفرد

    امين  الشرعبي يقول: حتى لو تحسن دخل الفرد فِي اليمن لن تنتهي المشكلة بل سيخلق ذلك زيادة فِي تعاطية , فليست المشكلة فِي الفقر والغني , ويضيف : لو كنا نمتلك نفط الخليج لن تتحسن احوالنا بل سنصبح شعباً كسولاً سيحوله الثراء إلى شعب كسول كل همه تعاطي القات بشكل اكبر وبدلاً مِن الف ريال يومياً او الفين  و حالِيَّاً الدولة فقيره سيخزن بعشرة الف ريال وعشرين ألف ريال إذا ما أصبحت اليمن مِن الدول الغنية .

    و شهدت السنوات الأخيرة و حتى الآن ظاهرة توسيع رقعة زراعة القات على نحو غير مسبوق؛ فقد أخذت زراعته تتسع بشكل مطرد؛ بحيث غطت معظم مناطق اليمن إبتداءاً مِن المرتفعات الجنوبية إلى المرتفعات الوسطى، وإنتهاءً بالمنحدرات الغربية (الساحلية).

    وقد ساعد على ذلك. لكونه يتمتع بمرونة كبيرة في مقاومته للظروف المناخية والطبيعية، وقدرته على تحمل موجات البرد الشديد والرياح العالية، وكذا إمكانية زراعته في التربة الرديئة.

     

    الديــــن والقانـــــون والقـــــات

     

    عدم صدور تشريعات قانونية تحرم تعاطيه أو الاتجار فيه، ساعد على انتشاره على حساب المساحة الصالحة للزراعة ، مقارنة بالدول التي اعتبرته مِن المواد المخدرة المحظورة مثل الجاره السعودية – على سبيل المثال-

     

    تاريخياً صدرت عدة قرارات حكومية فِي اليمن وذلك بين عامي 1972 و 1976 تمنع زراعته أو تعاطيه ، علاوة على المؤتمر الوطني بشأن القات عام 2005م ، والذي خرج بقرارات هامة ، لكن مصير تلك القرارات كان الفشل، حيث لا توجد آلية فعالة لتنفيذها.

     

    علاقة حكومات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع القات ، علاقة تصالح وتسامح ، إلا مِن تصريحات خجولة للرئيس السابق نفسه حيال القات وضرورة توفير بدائل للمزارعين ، مع إجراءات للحد منه و منع تعاطيه فِي المؤسسات العسكرية والأمنية وداخل المؤسسات الحكومية فِي بعض سنوات حكمه الأخيرة وخاصة بين عامي 2005_2010م

     

    وكانت قد شهدت مدن مثل صنعاء وعدن واب والمحويت جميعات مناهضة للقات ، أهمها الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات التي تأسست عام 1992، ولها فروع فِي بعض المحافظات، واهتمت بنشر الوعي بأضرار هذا النبات المخدر. ، لكن هِيَ الأخرى لقيت ذات المصير مع إندلاع الأحداث المطالبة بإسقاط النظام عام 2011م.

     

    وبعد أحداث 2011م ، وما تلاها مِن أحداث درامية ، انتهت باندلاع الحرب فِي العام 2015م، زاد معدل انتشار زراعة وتعاطي القات فِي اليمن ، وأصبح هُوَ المادة الأساسية فِي جبهات القتال لدى كل الأطراف المتصارعة فِي البلاد .

     

    أغلب علماء الدين الإسلامي فِي اليمن، حول هذا النبات يرى  حُرمة أكلِ القات ومضغِهِ و بيعِهِ و عدم جواز زِراعة و مضغ القات لِساعات طوِيلة يومِيَّاً و إلى أنه يؤدي إلى مضيعة الوقت والمال ، رغم تأكيد الأطباء من أنه سبب للعديد مِن الأمراض مِنها السرطانات حيث يرش عليه 320 نوع مِن المبيدات المحظورة و غير المحضُورة بِكمِيَّات كبِيرة.

    البداية والنهاية .

    . يقول محبون لليمن ان منطلق التغيير كان يجب ان يبدا مِن هُنا … مِن ثورة تقتلع القات .. وربيع يصنع التحول

    وكشفت دراسة يمنية أجريت عام 2013م ، أي قبل إندلاع الحرب بعامين ، أن حجم ما ينفقه اليمنيون سنوياً على نبتة القات يصل إلى 1.7 مليار دولار (357 مليار ريال يمني بِسِعر الصرف فِي عام 2013م). وبحسب الدراسة التي قامت بها مؤسسة “يمن بلا قات” فإن حجم إنفاق اليمنيين على القات يصل سنوياً إلى 357 مليار ريال وهو ما يعادل ربع الميزانية السنوية للدولة و 9 بِالمائة مِن الناتِج القومِي سنة 2013 م.

    ——————————–

    الـزراعـة المـفـيـدة عـز للوطن و القات ليس مِن الزراعة المُفِيدة ———————————

    *لا تتعاطى القات*

    اذكر awabb.com عند الإتصال بالشخص للحصول على صفقة جيدة

    بريد إلكتروني:- awabb.com@gmail.com

    اكتب تقييم
    ملاحظات هامة لإتمام الصفقة Safety tips for deal

    إستخدم مكانًا آمنًا عند المقابلة

    تجنب المعاملات النقدية

    إحذر من العروض غير الواقعية

    بريد إلكتروني:- awabb.com@gmail.com

    الاتصال مع المالك

    الإعلانات

    advertismnet
    أعلى