أشتقت لك يا أبي
أشتقت لك يا أبي
عاد الأب إلى المنزِل مِن العمل فأستقبلهُ طِفلهُ بِحرارة و قال لهُ لِماذا لم تعُد تلعبُ معِي؟ أشتقتُ لك يا أبِي فأجاب الأب و أنا أيضاً و لكِن وقتِي ثمِين و لا يُمكِنني إضاعتهُ بِاللعِب فقال الإبن إعطِني ساعةً مِن وقتك فردَّ الأب بنبرةٍ إستِخفاف هذِهِ الساعة أكسِب فِيها ما لا يقِلُّ عن مائة دِيناراً. كُسِر خاطِرُ الإبن وَ مضت الأيَّام حتَّى جاء يوماً أصَّر فِيهِ الإبن على والِدتهُ أن تصطحِبه إلى أبِيه و فور وُصُولِهِ طلب مِن أبِيه خمسة دنانير فغضِب الأب و صرخ فِيه أتركَ لك المال يومِيَّاً أين تذهبُ بِهِ أين؟. طأطأ الإبنُ رأسهُ و عاد خائِباً و فِي نِهاية اليوم دخل الأبُ إلى غُرفة إبنِهِ مُراضِياً لهُ و أعطاهُ الدنانِير الخمسة. طار الولد فرِحاً و رفعَ وِسادتِهِ و سحب نقُوداً تحتها هُنا. دُهِش الأبُ و قالَ كُلُّ هذِهِ النقُود معكِ و تسألنِي المزِيد فردَّ الإبنُ مُتلهِّفاً ليست لِي يا أبِي أنا كُنتُ أجمع ما تعطينِي و كان ينقُصُنِي خمسة دنانِير لِتكتمِل المئة دِينار و الآن خُذ هذِهِ المئة دِينار و أعطِنِي ساعةً مِن وقتِك. أشتقتُ لك يا أبِي.