وقف عثمان بن عفان

    وقف عثمان بن عفان

    كانت هناك عادة في الجاهلية قبل الإسلام و هي:
    أن ينزل الرجل فِي أي أرض و يجعلها حمى لإبله و غنمه .
    ثم يجعل معه كلب حراسة فِي مكان الرعي أو الحمى .
    و يكون حدود مكان الرعي أو الحمى هو مدى وصول صوت نباح كلب الحراسة خاصته .
    و لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلَّم ألغى هذه العادة و جعلها لأبل الصدقة فقط .
    و كان للنبي صلى الله عليه و سلَّم أرض حمى في منطقة الربذة مساحتها ميل في سبعة أميال و فيها أيضا إبل وخيل الجهاد و المصالح العامة .
    و تقع الربذة في شرق المدينة المنورة و تبعد عنها قرابة 170 كم.
    و هي إحدى محطات القوافل على درب زبيدة الممتد من العراق إلى مكة المكرمة .
    و لما جاء أبو بكر رضي الله عنه استمر على نفس الوضع الذي تركه النبي صلى الله عليه و سلَّم.
    و لما جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه زاد مساحتها و أضاف إليها مساحات أخرى بسبب زيادة الفتوحات و زيادة خيل و إبل الجهاد و الصدقات و المنافع العامة.
    و لما جاء عهد عثمان رضي الله عنه زاد المساحة و اتسعت أكثر و أكثر و اضاف إليها أماكن أخرى.
    و لم يغير فيها أي شيء, بل استمرت كما هِيَ وقف لله و رعاية كل ما يخص بيت مال المسلمين.
    أما إبل عثمان رضي الله عنه الخاصة فلم تكن ترعى فِي هذِهِ الحمى العامة و كان يشدد على مِن يفعل ذلك مِن الأغنياء و يمنعه إلا بعض الفقراء الذين كادت إبلهم تهلك مِن الجوع فقد سمح لهم بالرعي فيها كنوع من الصدقة.
    و كان عثمان مِن أكثر العرب إبلاً قبل أن يتولى الخلافة, فلمًا استشهد رضي الله عنه لم يجد الصحابة عنده إلا بعيرين فقط كان قد احتفظ بهما مِن أجل الحج!
    فأين ذهبت كل إبله وأمواله؟
    أنفقها فِي سبيل الله و فِي تجهيز جيوش الفتوحات و المعارك و على رعاية فقراء الأمة, و ما بتجهيزه جيش العسرة عنكم بغائب.
    حتى إن وقف عثمان بِن عفان موجود حتى اليوم فِي بلاد الحرمين ينفق منها على فقراء المسلمين منذ أكثر من 1400 سنة!.

    نظر بدهید

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بحث

    أعلى