مكافأة الله للشعراوى بعد منعه نقل مقام إبراهيم الخليل

    مكافأة الله للشعراوى بعد منعه نقل مقام إبراهيم الخليل

    فى عام 1954 قرر الملك سعود بناء على فتوى مِن أغلب علماء السعودية نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام_ مِن أجل توسعة المطاف الذى قد ضاق بالطائفين و أصبح الزحام مشكلة.

    فِي هذا الوقت كان الشيخ الشعراوى _ رحمه الله _  مدرسفِي كلية الشريعة بمكة المكرمة، و كان أحد أفراد بعثة الأزهر _ حفظه الله _ المرسلة إلى السعودية؛ و بالصدفة علم الشيخ بهذا القرار الذى رأه مخالفا للشريعة، فأشار على بعض أفراد البعثة التدخل لمنعه إلا أنهم رفضوا ذلك معللين بأن الموضوع أصبح منتهيا، و أن المبنى الجديد قد أقيم بالفعل، و لم يتبق على النقل سوى 4 أيام، و أنهم سيعتبرون هذا تدخلا فِي شئونهم الداخلية، و قد يضعوننا فِي مشاكل.

    لكن الشيخ لم يقتنع و اتصل ببعض علماء السعودية و على رأسهم الشيخ إبراهيم النورى و إسحاق عزوز، فقالوا أنهم حاولوا و أن الأمر أصبح منتهيا؛ فقرر الشيخ فعل هذا لوحده.

    قام الشيخ الشعراوى بإرسال برقية إلى الملك سعود مِن خمس صفحات فولسكاب كلفته كل مرتبه، و عرض فيها المسألة مِن الناحية التاريخية و الفقهية .. و قال إن هذا الأمر مخالفا للشريعة و إن الذين يحتجون بأن الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ قام بنقل المقام قد جانبهم الصواب لأن الرسول رسول مشرع  و ليست هذه حجة لنقل المقام مِن المكان الذى وضعه فيه رسول الله _ صلى الله عليه و سلم_
    كما أن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ لم يفعلها عندما وقع السيل الشديد المعروف ب”أم نشهل” و جرف المقام مِن مكانه بعيدا… و عندما علم عمر بهذا جاء فزعا مِن المدينة، و جمع الصحابة، و قال لهم : أناشدكم أيكم يعرف موقع هذا المقام فِي عهد رسول الله ؟!
    فقام رجل و قال: أنا ياعمر قد أعددت لهذا الأمر عدته و تحسبت مِن وقوعه، لذلك قست المسافة التى تحدد موضع المقام بالنسبة لما حوله، و أستخدمت القماط “الحبل” فِي ذلك و هذا القماط موجود و به عقده تحدد الموضع بالضبط.
    لكن عمر بفصاحته لم يأخذ الكلام على علاته، فأجلس الرجل جنبه و بعث من يأتيه بالحبل ليتأكد مِن صدق كلامه، و جاءوا بالحبل و تأكدوا مِن صدق الرجل، و وضعوا المقام فِي مكانة.

    و وصلت البرقية إلى الملك سعود، فجمع العلماء و قدم لهم البرقية، و طلب منهم أن يدرسوا ما جاء بها، و أن ينتهوا إلى رأى يبلغوه به فِي  اليوم التالى، أى قبل الموعد المحدد لنقل المقام ب 24 ساعة.
    وافق علماء السعودية على ما جاء بالبرقية و قالوا إن هذا الكلام لا ينقض، وب عثوا برأيهم إلى الملك سعود، وا لذى بدوره أصدر الأمر بمنع نقل المقام، و أمر بهدم المبنى الجديد الذى كان سيتم النقل إليه.
    وأ مر بدراسة الإقتراحات التى قدمها الشيخ الشعراوى لتوسعة المطاف دون المساس بالمقام، حيث قال الشيخ أن المبنى الذى يضم المقام مبنى كبير، ى هو الذى يتسبب فِي ضيق المكان، فمن الممكن إزالة هذا المبنى والإبقاء فقط على الموضع الذى فيه المقام، و هو لا يشغل سوى مساحة صغيرة لا تزيد عن المساحة التى يشغلها شخصان إثنان مِن الطائفين، و أن يوضع له قبة مِن الزجاج الغير قابل للكسر، و قلت إن إظهار مقام إبراهيم فيه تحقيق للآية الكرية “فيه آيات بينات مقام إبراهيم” و ليس مِن المعقول العمل بعكس الآية و وضع المقام فِي مكان يحجبه عن أعين الناس …… و تم بفضل الله الأخذ بإقتراح الشيخ.

    و يقول الشيخ فِي لقاء له مع الكاتب سعيد أبو العينين أنه بعد يومين إثنين مِن الأمر الذى أصدره الملك سعود بإيقاف نقل المقام شرفنى الله، و شُرِّفت عينى برؤية سيدنا إبراهيم الخليل .

    نظر بدهید

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    Recent Comments

    لا توجد تعليقات للعرض.

    بحث

    احدث التعليقات

      أعلى