ليتني مثل سالم
ليتني مثل سالم
*حج الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى* *سالما بن عبدالله بن عمر بن الخطاب*
*وحذاءه مقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي درهمين*
*فاقترب منه و سلم عليه ثم قال له:*
*يا سالم ألك إليّ حاجة؟!*
*فنظر إليه *سالم* *مستغرباً وغاضباً،*
*ثم قال له :
*أما تستحي و نحن في بيت الله و تريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟*
*فظهر على وجه الخليفة* *الإحراج والخجل* *الشديدين و ترك سالم و أكمل طوافه.*
*و أخذ يراقبه فلما رآه خارجاً من الحرم لحقه*
*و قال له:*
*يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن و أنت خارجه*
*فقال له سالم :
*هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!*
*فقال الخليفة :
*يا سالم من حوائج الدنيا، فإن حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.*
*فقال سالم :
*يا هشام و الله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..*
*عندها دمعت عينا الخليفة هشام بن عبدالملك و قال مقولته الشهيرة :
*ليتني مثل سالم بملكي كله !!!*
هكذا الدنيا و زخرفها سقطت
من أعين *العارفين بالله*
و نحن اليوم نخاصم من أجلها و نصالح من أجلها و نحب لأجلها و نكره لأجلها
سقطت هممنا فسقطنا في مستنقع الدنيا
*اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا و لا مبلغ علمنا*
*و ليتني مثل سالم*
*لعلي أخرج من هذه الدنيا سالما*