فداء عبدالله والد النبي صلى الله عليه و سلم
فداء عبدالله والد النبي صلى الله عليه و سلم
________________________________
وضع عبد المطلب إبنه عبدالله ، أمام الكعبة و أستعد لذبحه
و كانت أندية قريش حول الكعبة .
[[ الأندية .. هي عبارة عن مجالس لقريش ، كانوا يجلسون جماعات مع بعضهم البعض ، كل جماعة تجلس مع أصحابها ، إسمها أندية ، و تكون الكعبة أمامهم مباشرةً ، و كل ما يحدث عند الكعبة يرونه ]]
______________________________
فلما استعد عبد المطلب لذبح عبدالله ، ضاجت قريش كلها
[[ لأن أهل قريش كان عندهم علم بقصة النذر و الذبح ]]
و قام الناس من مجالسهم مسرعين ، حتى وصلوا الى عبد المطلب ، و امسكوا بعبد الله و أبعدوه ، ثم وقفوا بين عبدالمطلب و عبدالله ، ثم صاحوا بأعلى صوتهم
لاااا و اللات و العزى ، لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه
[[ أي حتى نجد حل لهذا النذر ]]
يا عبد المطلب :_ أنت سيد قومك ، و كبيرهم و قدوتهم ، إن ذبحت ولدك ، ستكون سُنة [[ عادة ]] في قريش ، كل رجل نذر ، سيذبح إبنه عند الكعبة .
قال عبد المطلب :_ يا قوم .. لعل الله إبتلاني كما ابتلى جدكم إبراهيم ، بولده إسماعيل ؟؟
قالوا لا ، لا لن ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه .
قال لهم .. و ماذا نفعل؟؟
فصاح أحدهم ، فلنحتكم الى الكهان !!
و صاح آخر ننطلق الى سحاج عرافة يثرب [[ قلنا أن يثرب هي نفسها المدينة المنورة حالياً ، لما دخلها الحبيب صلى الله عليه و سلم ، أنارت و أضاءت و أشرقت ]]
و سحاج عرافة يثرب [[ امرأة إسمها سحاج كاهنة فِي يثرب ، كانت تُعرف بعرافة يثرب ]] نسألها لعلها تجد لك مخرجاً، عرافة يثرب خير من ينهض بالأمر [[ أي افضل كاهنة تستطيع أن تحل هذا الأمر ]]
فسكت عبد المطلب عن الكلام ، و لم يعد له سبيل لرفض كلامهم ، و نزلت عليه السكينة و الأرتياح ثم نظر الى القوم
و قال:_ ننطلق الى سحاج عرافة يثرب
_________________________________
فصاح الجميع و علا صوتهم بالفرح ، انتشر الخبر في مكة كلها كالنار بالهشيم و ضجت مكة بأصوات الفرح ، و أطلت النساء بفرح ينظرن إلى عبد الله بشفقة و رحمة ، كانت كل فتيات مكة يتمنون عبد الله زوجاً لهن ، كان كل من نظر إليه يراه مكسواً بالجمال و الهيبة
الكل ينظر إليه و الى صبره لهذا الموقف الصعب ، هذا الفتى الجميل صاحب الوجه المضيء ، إنه جميل و ما أكثر الجمال في قريش ، و لكن جمالهُ نادر يشف عن جمال الروح ، ففي جماله شيء غريب ، نور يكسوه في وجهه شيئاً لا ترى مثله في وجه شباب قريش [[ هناك كثير من الروايات في كتب السيرة قد تحدثت عن جمال عبدالله والنور الذي كان يكتسيه ]]
________________
فركبوا جميعاً ، و أنطلقوا إليها ، فلم يجدوها في يثرب ، كانت في خيبر ، فلحقوا بها الى خيبر ، فلما دخلوا على كاهنة
يثرب ، نظرت إليهم تلك العجوز الكبيرة في العمر نظرة ذكاء و فراسة ، و قص عليها عبدالمطلب خبره و خبر إبنه عبدالله.