غواصة الموت 2
غواصة الموت 2
تجربة جديده دفعت بعض الأثرياء أن يغوصوا لسفينة التايتانيك .
الأجواء حماسية و مُثيرة و خاصةً بعد تغطية الرحلة بالفضائيات ، ربع مليون دولار للراكب ( مبلغ يكفي لشراء شقة و سيارة و تأمين تعليم أبناءك و تزويجهم مثلاً )
المهم
بدأت الغواصة بالنزول ، الإثارة كبيرة ، وك لّ لحظة ثمينة ، يتبادلون الدهشة ( انظر هنالك حبّار ، شاهدوا مِن نافذتي قرش كبير ، تعالوا هنا غابة مرجانية …) وصلنا لـألف متر .
التقطوا صُوراً ، شربوا و غنّوا و ضحكوا ، وصلنا لألفي متر عمقاً .
فجأة ، صوت مفزع لانفجار هزّ الغواصة ، و ارتطم البعض بالنوافذ و البقية سقطوا على الأرض .
مرّت دقائق ، قاموا و تفقدوا بعضهم ، فقدوا الإضاءة و لا يوجد إتصال مع الخارج ، ماذا يفعلون ، أحدهم طمأنهم ، و الآخر تفقد الأجهزة ، و الثالث بدأ يتعرّق خوفاً، و الرابع يدعو و الخامس شغل إنارة يدوية و طلب منهم فتح إضاءة الموبايل ، تعاونوا فِي تشغيل لوحة تحكم الغواصة بلا جدوى.
مرّت دقائق كأنها أيام ، انتبه الخائف لتعطل جهاز الأكسجين و حذرهم ألا يتنفسوا بسرعة حفاظاً على الهواء .
بعد دقائق كان القلق يزداد وا لخوف يتسرب و الأكسجين يقل ، و الصداع حادّ
و الجميع بدأو يدعو للنجاة بغض النّظر عن معتقدهم .
احتضن الأبُ ابنهُ ، و انتظروا النجدة ، و معهم بصيصُ أملٍ أنّ النهاية ستكون سعيدة كالأفلام ، فحرصوا على البقاء مستيقظين أطول فترة .
أنا ملياردير لن أموت مختنقاً ، أنا صاحب شركة الغواصات لن أموت غريقاً ، أنا مدير شركات و هناك آلافٌ من الموظفين سيتحركون لإنقاذي ..هكذا فكّروا ، و ربما تخيلوا لحظة خروجهم للسطح وسط تغطية إعلامية دولية.
بات التنفّسُ صعباً ، الوقت يمضي بلا جديد ، و الخروج مِن الغواصة انتحار
فقد أحدهم أعصابه ، بكى كالطفل ، قاموا بِإحتضانه ليهدأ فالانفعال يضيع الاكسجين ، صارت الغرفة مضغوطة ، و كأنهم فِي علبة كبريت ، يتنفسون مِن ثقب إبرة ، كعطشانٍ يشربُ مِن ماء البحر ، بدأت الحقيقة تتضح ، لسنا فِي فيلم ، ماذا سيحدث بالصفقة ، هل سيقتسمون ثروتي ، ماذا عن ممتلكاتي السرية ، كم سيُسرُّ البعض لغرقي، ماذا سيكتبون عنّا
ازرّقت وجوهم ، سُعال ، ارتمى الأولُ فاقداً للوعي، هنا مَسّهم فزعٌ شديدٌ ، و شَحُب لونهم، و بدأوا يستذكرون شريط حياتهم ، و الموت على بُعد عدة أنفاس صعبة.
*الحكمــــه*
لو سألناهم ما هي أحلامكم ماذا سيقولوا :
1- هواء نتنفسّه
2-العودة للبيت آمنين
3-الجلوس برفقة مَن نُحب
أرأيت و أنت تقرأ معي كم أنّك محظوظٌ بنعمِ الله ، أريدك قراءة هذا الحديث الشريف :
{مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا}
احمدوا الله و اشكروه, فنحنُ أثرياء بنعم الله، لو سألتكم ما هي أقصى أحلامكم ( تفوُّق بِإمتِحان، وظيفة مرموقة ، ارتباط بمن تحب ، بنين ، مال ، ممتلكات ، شهرة ، منصب ) يبدو أنّ البعض حصل على غالبية ما سبق ذِكْرهُ لكنهُ حُرِم الشهيق و الزفير
تعالَ نتنَفّس يا أخي بعُمقٍ و نُردِّد الحمدُ لِلهِ
منقُول
*أعجبتني ارسلتها اليكم*
جزى الله كاتِبها