شكا رجل لزوجته هموما
شكا رجل لزوجته هموما
قـصـص و عِبَر
كان هنالك رجل متزوج من امرأة، وكانت زوجته شديدة الذكاء والمكر، ولكنها ذات أخلاق حميدة، فهي لا تؤذي أحدًا، وفي يوم من الأيام دخل الرجل إلى البيت وهو حزين، ولم يتكلم معها، بل توجه إلى غرفته وجلس فيها وحيدًا، وعندما رأته زوجته على هذه الحال، أرادت أن تعرف ما به، فتبعته إلى غرفته، وجلست معه، وسألته عما به، وعن سبب حُزنه، فأخبرها بأنه لا يستطيع أن يحفظ القُرآن، على الرغم من أنه يحاول أن يحفظه، فأخبرته زوجته بأنها سوف تجد له حلًا لكي يتمكن من حفظه، وخرجت من الغرفة.
وبدأت الزوجة تفكر في طريقة لكي تمكن زوجها من حفظ القرآن، وبقيت تفكر طوال اليوم، وطوال الليل، وفي صباح اليوم التالي، ذهبت إلى زوجته وقد وجدت الحل، وجلست معه، وأخبرته بأنه إن تمكن من حفظ القرآن فسوف تزوجه من امرأة أخرى، وأكدت له بأنها لا تمارس عليه أية ألاعيب، وأقسمت له يمينًا إن فعل فسوف تزوجه، وأعطته مهلة سنة كاملة لكي يحفظه، فوافق الزوج وبدأ يحفظ القرآن.
وبعد أقل من سنة دخل الزوج على زوجته، وكان قد حفظ القرآن كاملًا، وأجلسها وأخبرها بذلك، وطلب منه أن تخرج وتبحث له عن زوجة ثانية كما وعدته، ولكنها قالت له بأنّها لم تكن صادقة في قسمها، وبسبب ذلك فسوف تصوم ثلاثة أيام كفارة عن يمينها الكاذب، وأخبرته بأنها فعلت ذلك بسبب حبها له.
والأبيات التالية تحكي هذه القصة :
*شكا رجلٌ لزوجتِه همومًا*
*فقالَ لها : أرى في الحفظِ عُسرا*
*فقالتْ : يا حبيبي خُذْ حلولي*
*و قدْ حاكتْ له فِي الليلِ أمرا*
*إذا حفظَ الحبيبُ كتابَ ربّي*
*فزوجتُهُ تزوّجُهُ بأُخرى*
*و لمّا حقّقَ المطلوبَ منهُ*
*و جاءَ لها و فِي الكفّينِ بشرى*
*حفظتُ كتابَ ربّي يا حياتي*
*فقالتْ : زادَكَ الرّحمنُ قدرا*
*و قد أقسمتُ لو أتممتَ حفظًا*
*سأخطِبُ حرّةً حسناءَ بِكرا*
*و لكنّي رأيتُ الصّومَ يعلو*
*على النسوانِ إيمانًا و طهرا*
*فصمتُ ثلاثةً تكفيرَ ذنبٍ*
*و أسألُ خالقي يعطيكَ أجرا*
*فهذا يا حبيبي بعضُ حبّي*
*و بعضُ محبّتي تأتيكَ مكرا*