سلوك مطلوب للنجاح في التجارة
سلوك مطلوب للنجاح في التجارة
نستعرِض هنا الذي أوصى بها النبي صلى الله عليه و سلَّم
العامِل الأوَّل:- الصِدق و البِر
عَنْ أَبِي خَالِدٍ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «البَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا». متفق عليه.
البيِّعان»؛ أي: البائع والمشتري، وأطلق عليهما اسم البيع من باب التغليب، كما يقال: القمران: للشمس والقمر، والعمران: لأبي بكر وعمر، فالبيعان يعني: البائع والمشتري.
وقوله: «بالخيار»؛ أي: كل منهما يختار ما يريد ما لم يتفرقا؛ أي: ما داما في مكان العقد لم يتفرقا فإنهما بالخيار.
ومثاله: رجل باع على آخر سيارة بعشرة آلاف، فما داما في مكان العقد ولم يتفرقا فهما بالخيار، إن شاء البائع فسخ البيع، وإن شاء المشتري فسخ البيع، وذلك من نعمة الله سبحانه وتعالى وتوسيعه على العباد؛ لأن الإنسان إذا كانت السلعة عند غيره صارت غالية في نفسه يحب أن يحصل عليها بكل وسيلة، فإذا حصلت له فربما تزول رغبته عنها؛ لأنه أدركها، فجعل الشارع له الخيار لأجل أن يتروى ويتزود بالتأني والنظر.
فما دام الرجلان – البائع والمشتري – لم يتفرقا فهما بالخيار وإن طال الوقت، حتى لو بقيا عشر ساعات، فلو باع عليه السلعة في أول النهار وبقيا مصطحبين إلى الظهر فهما بالخيار؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «ما لم يتفرقا»، وفي حديث ابن عمر: «أو يخيِّر أحدهما الآخر» أي: أو يقول أحدهما للآخر: الخيار لك وحدك، فحينئذ يكون الخيار له وحده، والثاني لا خيار له، أو يقولا جميعًا: لا خيار بيننا.
العامِل الثانِي:- السماحة و اليُسر فِي البيع
عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى))؛ رواه البخاري.
العامِل الثالِث:- إقالة النادِم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ
( مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا ) أَيْ بَيْعه ( أَقَالَهُ اللَّه عَثْرَته ) أَيْ غَفَرَ زَلَّته وَخَطِيئَته.
قَالَ فِي إِنْجَاح الْحَاجَة : صُورَة إِقَالَة الْبَيْع إِذَا اِشْتَرَى أَحَد شَيْئًا مِنْ رَجُل ثُمَّ نَدِمَ عَلَى اِشْتِرَائِهِ إِمَّا لِظُهُورِ الْغَبْن فِيهِ أَوْ لِزَوَالِ حَاجَته إِلَيْهِ أَوْ لِانْعِدَامِ الثَّمَن فَرَدَّ الْمَبِيع عَلَى الْبَائِع وَقَبِلَ الْبَائِع رَدَّهُ أَزَالَ اللَّه مَشَقَّته وَعَثْرَته يَوْم الْقِيَامَة لِأَنَّهُ إِحْسَان مِنْهُ عَلَى الْمُشْتَرِي , لِأَنَّ الْبَيْع كَانَ قَدْ بَتَّ فَلَا يَسْتَطِيع الْمُشْتَرِي فَسْخه اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ.
العامِل الرابِع:- أداء الحُقُوق
حَدَّثَنَاأبو نُعيم، حَدَّثَنَا سُفيان ، عَنْ سلمة بن كهيل ، عَنْ أبي سل عَنْ أبِي هُريرة رضِي اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ : أَعْطُوهُ ، فَطَلَبُوا سِنَّهُ ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا سِنًّا فَوْقَهَا ، فَقَالَ : أَعْطُوهُ ، فَقَالَ : أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً
العامِل الخامِس:- العمل و الإمتِناع عنِ التسوُّل
حدثنا سهل ابن الحنظلية، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، فسألاه، فأمر لهما بما سألا، وأمر معاوية فكتب لهما بما سألا، فأما الأقرع، فأخذ كتابه، فلفه في عمامته وانطلق، وأما عيينة فأخذ كتابه، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، فقال: يا محمد، أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه، كصحيفة المتلمس، فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار» – وقال النفيلي في موضع آخر: من جمر جهنم – فقالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ – وقال النفيلي في موضع آخر: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ – قال: «قدر ما يغديه ويعشيه» وقال النفيلي في موضع آخر: «أن يكون له شبع يوم وليلة، أو ليلة ويوم»