ساعة هارون الرشيد أول ساعة تراها أوروبا
ساعة هارون الرشيد أول ساعة تراها أوروبا
بِعام 870 م عِندما كانت حضارة المُسلِمِين مُزدهِرةً بِأوجِّها أهدى الخليفة العبَّاسِي هارُون الرشِيد هدِيَّة مُميَّزة عِبارة عن أوَّل ساعة مِن النُحاس الأصفر صنعها الإنسان و المُسلِمون قبل أكثر مِن 1200 عام عرفتها قارة أُورُبا لِملِك فرنسا شارلمان أو قارلة ملِك الفرنجة و إمبراطُور الإمبراطُورِيَّة الرُومانِيَّة.
صُنِعت الساعة بِإتقان شدِيد و بِكم كبِير مِن العِلم و الإحتِسابات و بِمهارة فنِيَّةً مُدهِشةً. بلغ إرتِفاع الساعة 4 أمتار و تتحرَّك بِواسِطة الدفع المائِي.
بِبِداية كُلِّ ساعة تسقُط مِن الساعة كُرات معدِنِيَّة يتبع بعضها البعض الآخر بِحسب عدد الساعات فوق قاعِدة لوحِيَّة نُحاسِيَّة تعمل رنِيناً جمِيلاً بهِيجاً بِكُلِّ قصر الخلِيفة.
تم تصمِيم الساعة على 12 باباً. يُؤدٍّي إلى داخِلها. و يخرُج مِنها فارِس يدُور حولها. ثُمَّ يعُود الفارِس إلى المكان الَّذِي خرَج مِنهُ. و إذا جاءت الساعة إثنى عشرة يخرُج مِن أبواب الساعة 12 فارِساً مرَّةً واحِدةً يدورون دورةً واحِدةً ثُمَّ يعُودُون مِن حيث أتو ثُمَّ تُغلق الأبواب خلفهُم.
صنَعَت الساعة إضطراباً و دهشةً وَ خوفًا و رُعباً بِالملِك و بِحاشيتِهِ. و ظن رُهبان الملِك أنَّ فِيها شيطاناً يسكُنها و يُحرِّكها. ذهبَ الرُهبان إلى الساعة ليلاً فحطَّمُوها و بحثُوا عنِ الشيطان و لم يجِدُوا داخِلها سُوى آلاتٍ تعمَل. زعَل و حزِنَ الملِكَ حُزناً بالِغاً و قام بإستِدعاء العُلماء و الصُنَّاع المهرة لِإصلاح الساعة و إعادة تشغِيلها. و لكِن عبثاً عمِلُوا.
قام الملِك بِمُخاطبة الخلِيفة العباسِي هارُون الرشِيد لِيبعثَ فرِيقاً مِن المُسلِمِين لِيصلِحُوا الساعة.
كتب شارلمان بِخِطابِهِ ” إنَّنِي أشعُر بِخجلٍ شدِيد مِن أن يعرِف ملِك بِغداد أنَّنا أرتكبنا عاراً بإسم فرنسا كُلَّها”.