خمسة أعمال إذا فعلتهما يصل أجرها و ثوابها للوالدين
خمسة أعمال إذا فعلتهما يصل أجرها و ثوابها للوالدين
إذا كانا والِديك قد توفَّيا أو أحيا و كُنتَ تشعُر إنَّك قد قصَّرتَ بِحقهما و كُنتَ قد قُمتَ بِببِرهُما و أعطيتَ لهُما حق الوالِدين و تمنَّيتَ أو ترِيد الإستِمرار فِي بِرَّهما بعد موتهِما فلا تحزن و لا تيأس فإنَّ الله عزَّ و جل مِن رحمتِهِ قد جعل بِر الوالِدين مُستمِر بعد موتِهِما. و تستطِيع أن تقُوم بِبرهِما بعد موتِهِما بِخمسة أعمال حيث أجرها وَ ثوابها سوف يصل لهُما و فِي قبرهُما و ستكُون هذِهِ الأعمال سبباً فِي مغفِرةِ الله لهُما و سترفع درجتهُما. و تكُون هذِهِ الأعمال كما يلِي:-
العمل الأوَّل:- الدُعاء و الإستِغفار لِلوالِدين
الدُعاء و الإستِغفار لِلوالِدين حيث يُستحب الدُعاء لهُما بِكُلِّ خير. و قال الله تعالى
﴿ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ ﴾ [ إبراهيم: 41]
و روى مسلم (1631) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ). وروى الإمام أحمد (10232) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُولُ : بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ).
العمل الثانِي:- الصدقة الجارِية
إن الصدقة عنِ الوالِدين تنفعهُما بعد موتِهِما. و يصل أجرَها وَ ثوابها إلى الوالِدين بِإجماع العُلماء. روى مسلم (1630) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . و وروى مسلم أيضاً (1004) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا ( أي : ماتت فجأة ) ، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ.
العمل الثالِث – الصِيام عنهُما
إن صِيامكَ عنهُما يصل أجرهُ و ثوابهُ لِلوالِدين.
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتتْ وعليها صوم شهر، أَفأَقضيه؟ قال: “لو كان على أُمِّك دَينٌ كنتَ قاضيةً عنها؟”، قال: نعم، قال: “فدَين الله أحقُّ أن يُقضى”، وفي رواية: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذرٍ، أفأصوم عنها؟ قال: “أفرأيتِ لو كان على أُمِّك دَينٌ، فقضيتِه، أكان يؤدِّي ذلك عنها؟”، قالت: نعم، قال: “فصومي عن أُمك”.
• قال البخاري: باب مَن مات وعليه صوم، وقال الحسن: إن صام عنه ثلاثون رجلًا يومًا واحدًا جاز[1]، ثم ذكر حديث عائشة وحديث ابن عباس.
العمل الرابِع:- الحج و العُمرة عنهُما
وَ عنهُ رضي الله عنه قال: كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها، وتنظر إليه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: يا رسول الله إن فريضةَ الله على عباده في الحجِ أدركتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة أفاحج عنه؟ قال: نعم. وذلك في حجة الوداع. متفق عليه واللفظ للبخاري
العمل الخامِس:- إنفاذ وصِيَّتِهِما و صِلة الرحِم و إكرام صدِيقيهِما
عن أبي أُسَيْدٍ – بضمِّ الهمزة وفتح السين – مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بَيْنا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمةَ فقال: يا رسول الله، هل بقي مِن برِّ أبويَّ شيءٌ أبَرُّهما به بعد موتهما؟ فقال: ((نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذُ عهدِهما من بعدهما، وصلةُ الرحم التي لا تُوصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صديقِهما))؛ رواه أبو داود
فلا تبخل على والِديك بِهذِهِ الأعمال لعلَّها تكُون سبباً فِي مغفِرة ذنُوبِهِما و رفعهِما الدرجات و نجاتِكَ فِي الآخِرة.