السلطان نور الدين محمود زنكي

    السلطان نور الدين محمود زنكي

    رأى السلطان نور الدين محمود زنكي الرسول صل الله عليه و سلم، في المنام وهو يشير إلي رجلين أشقرين، فقال له النبي في المنام «أنجدني، أنقذني من هذين»

    وأستيقظ بعدها الملك نور الدين زنكي من الفزع، وقام بالوضوء والصلاة والنوم مرة أخري، ولكنه راى نفس الحلم، والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يستنجد به في المنام، وإعادة نفس الأمر، فتكرر الحلم للمرة الثالثة

    عندها علم بوجود أمر غير طبيعي ولم يبق على نومه، وكان له أحد الوزراء الصالحين، يدعي «جمال الدين الموصلي»، فهم بالإرسال إليه، وحكى له ما رآه في المنام، وقال له وما قعودك؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية، واكتم ما رأيت فتجهز في بقية ليلته، وخرج إلى المدينة، بصحبة وزيره

    وعندما أجتمع أهل المدينة في المسجد، قال الوزير: «إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، وأحضر معه أموالًا للصدقة، وأمرهم بكتابة جميع المتواجدين في المدينة، بعدها أمر السلطان «نور الدين زنكي» بحضورهم جميعاً

    وعند حضورهم أخذ يتأمل جميع القادمين، لمحاولة إيجاد من فيهم الصفة التي رأها في المنام مع رسول الله صل الله عليه و سلم ، ولكن لم يجدهم، فأخذ بإعطائهم الاموال وجعلهم يرحلون، إلى أن أنتهي من كامل الجمع

    وعندما لم يجد ما يبحث عنه، فقال السلطان : هل بقي أحد لم يأخذ شيئًا من الصدقة

    قال الجميع: لا

    فطلب منهم أن يتفكروا ويتأملوا

    بعدها قالوا : بأنه لم يبق أحد سوى رجلين مغربيين صالحين غنيين يكثران الصدقة على المحاويج، ولكن لا يقومون بالأكل من أحد

    عندها انشرح صدر السلطان «نور الدين زنكي»: وقال إئتونى بهما

    وعندما حضر الرجلين وجدهما بنفس الصفات التي رأها في المنام، عندما قال له الرسول صل الله عليه و سلم في الحلم: «انجدنى .. أنقذني من هذين»

    عندها قال لهم السلطان: «من أين أنتما؟ فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صل الله عليه و سلم

    فقال: أصدقاني، فصمما على ذلك

    فقال السلطان: أين منزلهما؟، فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة النبوية الشريفة. وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة، وزيارة البقيع

    وقباء، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيرًا في البيت، فرأى سردابًا محفورًا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة، فارتاعت الناس لذلك

    فقال السلطان «نور الدين زنكي»: أصدقاني حالكما! وضربهما ضربًا شديدًا، فاعترفا بأنهما نصرانيان، بعثهما النصارى في حجاج المغاربة، وأعطوهم أموالاً عظيمة، وأمر وهما بالتحيل لسرقة جسد النبي صل الله عليه و سلم ، وكانا يحفران ليلًا، ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته، ويخرجان للتظاهر بزيارة البقيع فيلقيانه بين القبور، وأقاموا على

    ذلك مدة، فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاع تلك الجبال، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة

    فلما اعترفا، وظهر حالهما على يديه، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره، بكى السلطان زنكي بكاءً شديدًا، وأمر بضرب رقابهم

    كما أمر السلطان نور الدين زنكي بحفر خندق عظيم حول الحجرة النبوية الشريفة كلها، وأمر بإحضار رصاص عظيم، وأذيب ذلك الرصاص، وملأ به الخندق، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ من الرصاص ليس له باب ولا مدخل إلى القبر النبوي الشريف لرسول الله محمد صل الله عليه و سلم

    المصادر

    الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة

    البداية والنهاية لِإبن كثير

     الدارالثمين في سيرة نور الدين لابن قاضي شهبة

    نظر بدهید

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بحث

    أعلى